|
|
|
|
|
كلمة الاداره |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | طريقة عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
![]()
*الْنَّجْمَتَيْنْ وَالْقَمَـرَ*
هَلَّ هِلَالُهُ بَعْدَ انْ غَابَتْ شَمْسُ ابوه عَنْ الْوُجُوْدِ , لِيُرَافِقْ تِلْكَ الْنَّجْمَتَيْنِ وَصَاحْبَتِهُما , فِيْ رِحْلَتِهِمَا الَّتِيْ غَابَ رُبَّانُهَا وَأَصْبَحَتْ تَلْعَبُ بِهَا الْأَمْوَاجُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً, مُعْتَمَدَةً فِيْ دَعْمَهَا وَتَمْوِيْلَهَا عَلَىَ أَصْحَابِ قُلُوْبٍ قَاسِيَّهُ , تَلِيْنُ لَحْظَةٍ وَتَقْسُو لَحَظَاتِ , تَلِيْنُ تِلْكَ الْقُلُوْبَ عِنَدَمّا تفكر في رفقة تلك النجمتين لتضيء لهم حياتهم, وتقسو عندما تعلم ان الوصول لهما محال؛ إما لفارق المسافه بينهما او لسبب اخر يمنع الالتقاء بهما . اما صاحبتهما فمَازَالَتْ تَتَجَرَّعُ الْمُرَّينُ. وَتَرْفَضُ إِعَادَةُ خَوْضِ الْتَّجْرِبَةِ مِنْ جَدِيْدٍ, مُعْتَمَدَةٌ عَلَىَ ذلك الْصَّغِيْرِ حَتَّىَ يَكْبُرَ, وَيَغُوصُ إلى أَعَمَاقِ الْبِحَارُ وَيَأْتِيَ بِالْلُّؤْلُؤِ وَالْمَرْجَانُ وَيَبْدَأُ بِتَرْمِيمِ وَإِصْلَاحِ السَّفِيْنَةِ مِنْ جَدِيْدٍ . وَلَكِنْ بَعْدَ إِنْتِظَارٍ مُدَّتُهُ عَقْدَيْنِ وَنُصْفُ الّعَقْدِ تَغَيَّرَتْ الْمَوَازِيْنَ وَالْأَنْظِمَةْ , وَفَشِلْت كُلِّ الْخُطَط وَالتَّكَهُّنَاتُ . واضْمَحلَّت تلك الآمالُ والتَّفائُلات وَقُلْ لَمَعَانِ تِلْكَ الْنَّجْمَتَيْنْ بِسَبَبِ بُعْدِهِمْ وَانْشِغَالِهِمْ بِخَوْضِ تَجْرِبَتِهِمْ , كَعَادَةِ مَنه في سنهم . اما ذلك القمر فانخسف نُوْرِهِ وتَاهَ فِيْ ظُلُمَاتِ لَيْلِهِ يَبْحَثُ عَنْ شَمْسِهِ الَّتِيْ يُسْتَمَدُّ مِنْهَا نُوْرهِ حَسَبَ وُجْهَةِ نَظَرِهِ . أَمَّا صَاحَبَتْهُما فَبَقِيَتْ فِيْ تِلْكَ السَّفِيْنَةَ عَلَىَ ذَلِكَ الْشَّاطِئِ الَّذِيْ جَفَّ مَائه, وَأَصْبَحَ مَنْبَعُ لِلأتُّرَبِهُ الَّتِيْ ثَرَائُهَا وَبَلَلُهَا مِنْ دُمُوْعِ الْحَسْرَةِ وَالْمَرَارَةَ ,عَلَىَ تِلْكَ الْزَّمَانِ الَّذِيْ قَضَتْهُ, مُتَحَمَّلَةٌ وَصَابْرَة عَلَىَ كُلِّ مَافِيِ طَيّاتِهِ مِنْ حَرْقِهِ وَلِوَعه, لِتَحْمِيْ مَنْ تَوَقَّعْتُ انَّهُ سيَحْمِيُّهَا ,وَعِنْدَمَا يِكْبُرْ يُحَقَّقَ لَهَا حِلْمُهَا وَلَكِنَّهُ تَاهَ فِيْ غياهب الْدُّجَىْ مِنْ قِلَّةِ الْوَازِعِ الْدِّيْنِيِّ . وَهَذِهِ هِيَ حَيَاتِهَا حَسْبِيَ الْلَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيْلُ أَحْرَمَتْ نَفْسَهَا زَهْرَةَ حَيَاتِهَا لِأَجْلِ وَرْدَةً حَيَاتِهِمْ واحْرَمُوْهَا نَفَعَهُمْ لِأَجْلِ هَوَاء أَنْفُسِهِمْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالْلَّهِ المرجع والمصدر http://www.jlede.com/vb/showthread.p...1915#post21915 http://www.jlede.com/vb/member.php?u=22 مع تمنياتي للجميع بذرية صالحه |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
طريقة عرض الموضوع | |
|
|