06-17-2010, 08:57 PM
|
|
|
|
لوني المفضل :
Chartreuse
|
رقم العضوية :
31 |
تاريخ التسجيل :
May 2010 |
فترة الأقامة :
5465 يوم |
أخر زيارة :
09-22-2016 |
المشاركات :
405 [
+
]
|
عدد النقاط : 10 |
|
|
لا تقــل ما لا تعـــلم بل لاتقل كل ماتعلم .
[glow=66ccff]إنّ ممّا يحكم العقل هو أن يتحدث الإنسان بما لا يعلم ،
كأن ينقل خبراً دون تثبت ، أو يطلق حكمه على فلان دون علم ،
قيل للخليل بن أحمد ـ وقد اجتمع بابن المقفع ـ : كيف رأيته ؟
فقال : لسانه أرجح من عقله . وقيل لابن المقفع : كيف رأيت الخليل ؟
قال : عقله أرجح من لسانه . فكان عاقبتهما أن عاش الخليل مصوناً مكرماً ،
قد يسأل الإنسان سؤالاًً ، وهو لا يعرف الإجابة ، والمسؤولية تملي
على الإنسان في مثل هذه المواقف أن يدير ظهره لهواجس نفسه
وأنانيته ويقول بكل شجاعة : لا أدري .
ومن وصايا النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لأبي ذر ـ :
( يا أبا ذر إذا سئلت عن علم لا تعلمه فقل : لا أعلمه تنج من تبعته ،
ولا تفت بما لا علم لك به تنج من عذاب الله يوم القيامة ) .
وتزداد المسؤولية إذا كان السؤال شرعياً ، وبالأخص إذا كان موجّهاً
لطالب العلم .
وقال بعض الأكابر : لا أدري نصف العلم ، ومن سكت لله تعالى حيث
لا يدري فليس أقل أجراً ممّن نطق بعلم ، لأنّ الاعتراف بالنقص
أشد على النفس .
ولا عيب في أن يقول لا أدري ، فعن علي ( رضي الله عنه ) :
( لا يستحيي العالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول : لا علم لي به ) .
وعنه ( رضي الله عنه ) : ( قول لا أعلم نصف العلم ) .
أما من يجيب عن كل ما يسأل فهو إمّا عالم بحق أو مسكين غافل ،
يهرب من قول الناس بأنّه لا يعلم فيقع في قولهم بأنّه مكابر أو متحايل ،
الإفتاء بغير علم :
تختص الفتوى بمزيد عناية ومسؤولية خاصة أمام الله تعالى ،
إذ أنّها حكم شرعي يترتّب عليه العمل العبادي الذي يرجى
أن يكون مطابقاً لحكم الله ، بل قد تتخطى ذلك إلى المساس
بعقائد الناس ، إذ أنّهم كثيراً ما يسألون العلماء عن
عقائدهم فيأخذوها منهم .
وقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( من أفتى الناس بغير علم ،
كان ما يفسده من الدين أكثر ممّا يصلحه ) .
وعنه ( صلى الله عليه وسلم ) : ( من أفتى الناس وهو لا يعلم
الناسخ من المنسوخ ، والمحكم من المتشابه ، فقد هلك وأهلك ) .
وعنه ( صلى الله عليه وسلم ) : ( من أفتى بغير علم لعنته
ملائكة السماء والأرض ) .
وعنه ( صلى الله عليه وسلم ) : ( من أفتي بفتيا بغير ثبت ،
فإنّما إثمه على من أفتاه ) .
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :
( أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار ) .
وكمّا حذّرت الروايات عن الإفتاء بغير علم ، فقد حثّت الروايات
على لزوم الصمت عند الشبهة بكل مواردها ،
سواء كانت الشبهة كما هي في بعض الفتن أو بعض
المواقف التي يبنيها الناس على الظن ، أو الاشتباه في
الحكم الشرعي أو غير ذلك ، فعلى العاقل أن يلزم الصمت
في الشبهات حتّى تنجلي غبرتها .
فمن وصايا علي لابنه الحسن ( رضي الله عنه ) :
( أوصيك يا حسن وكفى بك وصيا بما أوصاني به
رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الصمت عند الشبهة ) .
ومن وصايا علي ( رضي الله عنه ) عند وفاته :
( أوصيك يا بني بالصلاة عند وقتها ، والزكاة في أهلها عند محلّها ،
والصمت عند الشبهة ، وأنهاك عن التسرّع بالقول والفعل ، والزم الصمت تسلم ) .
وممّا يبرز أهمّية هذه
الوصية أنّها عند الموت .
إذ أنّ الإنسان في
تلك اللحظات الحرجة لا يهتم إلاّ بأعظم وأهم ما يريد ،
فتراه يوصي بالصلاة والزكاة والصمت عند الشبهة ، وعدم التسرّع والصمت ،
وهذه الوصية وكونها عند الوفاة أكبر دليل على أهمّية الصمت .[/glow]
آخر تعديل نواف الحربي يوم
06-21-2010 في 05:43 AM.
|