توفيق الله أساس كل خير ....
			 
			 
			
			
			
 
 
 
 
		
        
توفيق الله أساس كل خير 
 
 
توفيق الله أساس كل خير: أن تعلم أن ماشاء الله كان , ومالم يشاء لم يكن . فتيقن حينئذ أن الحسنات من نعمه , فتشكره عليها وتتضرع اليه أن لا يقطعها عنك , وأن السيئات من خذلانه وعقوبته , فتبتهل إليه أن يحول بينك وبينها , ولايكلك في فعل الحسنات وترك السيئات إلى نفسك.  
 
 
وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد , وكل شر فأصله خذلانه للعبد . وأجمعوا أن التوفيق أن لايكلك (اي يتركك) الله الى نفسك , و أن الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك .  
 
 
فإذا كان كل خير فأصله التوفيق وهو بيد الله لابيد العبد, فمفتاحه الدعاء والافتقار إليه وصدق اللجوء والرغبة والرهبة إليه . فمتى أعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له , ومتى أظله عن المفتاح بقي باب الخير مرتجا (اي مغلقاء ) دونه .  
 
 
قال أمير المومنين عمر بن الخطاب : إني لا أحمل هم الإجابه , ولكن هم الدعاء , فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه .  
 
وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك , يكون توفيقه سبحانه وإعانته .  
فالمعونة من الله تتنزل على العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم , والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك .  
 
 
فالله سبحانه أحكم الحاكمين وأعلم العالمين , يضع التوفيق في موضعه اللائق به , والخذلان في موضعه اللائق به , وهو العليم الحكيم.  
 
 
وما أوتي من أوتي إلا من قبل إضاعة الشكر , وإهمال الافتقار والدعاء , ولا ظفر من ظفر بمشيئة الله وعونه الا بقيامه الشكر , وصدق الافتقار والدعاء , وملاك ذلك الصبر ’  
فانه من الايمان بمنزلة الراس من الجسد , فاذا قطع الراس فلا بقاء للجسد... 
 
 
 
 
 
		
 
					
		
			
			
			
			
				 
			
			
			
			
			
			
				
			
			
		 
	
	 |