ورقة أخرى من دفتري
هذه ورقة ثانية من دفتري عبارة عن قصة قصيرة كتبتها لكم. آمل أن ترتقي لمستى ذائقتكم
[frame="13 70"] لاتكن كصاحب الزاوية
لَيْلَة مُقْمِرَة....
عَلَى أَطْرَاف الْمَدِيْنَة.....
فِي حَدِيْقَة الْمَنْزِل الْجَدِيْد
لِاتُسْمَع أَصْوَات ...
عَدَا انْسِيَاب الْمَاء ..
يَمْتَزِج مَع هَمَسَات الْعَائِلَة
كَان الْجَو هَادِئا جَدَّا فَالْجَمِيْع مُسْتَمْتَع بِالْهُدُوْء
حَتَّى أَن أَحَدَهُم قَال
تُصَدِّقُوْن ...أَحَس إِن الْقَمَر أَزْعَجَنَّا بِصَوْتِه
أَكْتِفُوا جَمِيْعا بِالْإِبْتِسَامَه بِلَا ضَجِيْج ..
لَم يَكُن هُنَاك أَحَد غَرِيْب إِخْوَة وَأَبْنَائِهِم فَقَط
يَتَسَامَرُوْن بِهُدُوْء فَهُم رَغْم حُبِّهِم لِبَعْض نَادِرا مايَجْتَمَعُون
فَجْأَة ...
قُتّل الْصَّمْت بْصراااخ طِفْل بَرِيْء
قَادِمَا نَحْوَهُم يَجْرِي.
حَتَّى تَوَقَّف بِوَسَطِهُم وَهُو يَقُوْل ..
رَسَمَتْهَا رَسَمَتْهَا
يُلَوِّح (بِوَرَقِه) بِيَدِه فَرَحَا بِهَا
ثُم أَعْطَاهَا لِوَالِدِه ..
قَال وَهُو مُبْتَسِم بَابا نَاظِر رَسْمَتِي ..
وَعَيْنَاه شَاخِصُه فَرَحَا
تَكَاد تَدْمَع مِن شِدَّة الْفَرَح
اكْتَفَى وَالِدِه بِنَظْرَة إِعْجَاب فَهُمَا ابْنَه وَبَعْض الْحُضُوْر..
مَدَّهَا الْوَالِد الَى عِمَّة الْمُتَّكِئ بِجَانِبَة
بَعْد ان نَظَر الَى الْوَرَقَة
اعْتَدَل بِجِلْسَتِه أَخَذ يُرَدِّد مَاشَاء الْلَّه مَاشَاء الْلَّه
ابْنَك مَوْهُوب
بِتْصِيْر فَنَّان يَابَطَل
يُرِيْد الْطِّفْل ان يَقْفِز فَرَحَا لَكِنَّه يَنْتَظِر رَأْي الْجَمِيْع بِصَمْت ..
مِن زَاوِيَة الْبِسَاط وَقَف احَدُهُم كَان يَتَثَاقَل بِخَطَوَاتِه قَادِمَا الَى (الْوَرَقَة)
_فِي الْلَّحْظَة ذَاتِهَا عُرِف الْطِّفْل ان الْبِسَاط لَم يَكُن مُسْتَدِيْرا _
ثُم أَخَذ (الْوَرَقَة) ولَمْحُهَا..
قَال وَهُو عَائِدا الَى زَاوِيَتِه
فَنَّان؟!!اي فَنَّان ؟؟
هَذَا كَذَّاب ...كَذَّاب...
مُسْتَحِيْل انَّه هُو الَّلِي رَاسِمْهَا
جَلَس بِزَاوِيَتِه بَعْد ان رَمَى (الْوَرَقَة) خَلْفِه
فَقَال دِورغَيْرَهَا يَاوَلَد!! مِن الْلَي رَسْمُهَا لَك ؟؟
عَاد الْهُدُوء لِلْمَكَان مَرَّة اخْرَى لَكِن هَذِه الْمَرَّة كَان الْصَّمْت قَاتِلا...
جَلَسَت الْبَرَاءَة بِوَسْط الْبِسَاط بُذُهُوْل
اسْتَعَد الْطِّفْل لِلْبُكَاء لِيَكْسِر حَاجَزُالصَّمّت الْقَاتِل
لَكِن ..قَبْل الْبُكَاء بُلَحَظَااات
انْدَفَع الْوَلَد لورَقْتِه أَخَذَهَا
وَعَاد الَى وَسَط الْبِسَاط
أَدَار ظَهَرَة لِصَاحِب الْزَّاوِيَة ثُم انْكَب عَلَى وَرِقَّتِه
قَلْبِهَا وَرَسْم أُخْرَى بِسُرْعَة فَائِقَة
نَسِي ان الْكُل يَنْظُر الَيْه بِإِهْتِمَام
فَأَقْبَل الْطِّفْل الْبَرِئ لِصَاحِب الْزَّاوِيَة
رَمَى الْوَرَقَه إِلَيْه
وَأَدْبَر بَاكِيَا
لَم يَكُن مِن صَاحِب الْزَّاوِيَة أَلَا ان انْتَهَض وَهُو يُحَاوِل ان يُبَلِّل حَلْقِه مِن آَخِر قَطْرَة مِن مَاء وَجْهَه
وَقَف قَلِيْلا لَايَعْلَم مَاذَا يَفْعَل فَالكُل يَنْظُر الَيْه بِصَمْت وَازْدِرَاء
فَلَم يَجّد بِدَّا مِن ان يَقُوْل:
أَكْرَمَكُم الْلَّه .
هَمَسَااااات :-
اصَدِق مَع الْنَّاس لتَصِدْقَهُم
قُتِل الْمَوْهِبَة أَسْهَل مِن اكْتِشَافَهَا[/frame]
|