![]() |
تاخر قليلا يآآرمضـــ‘ـــآآآآن..
فهو مضمار سباق المتقين ، ومجال تنافس الصالحين ، فاستقبلوا ضيفكم بالحمد والمنة
والصلاة وقراءة القرآن والصدقة ، ودعوا عنكم استقباله بتجميع أنواع الأطعمة وكأنه شهر تغلق فيه كل أسواق التغذية !! والأقبح من ذلك والأشر من يستقبله بشر النظرة ، وشر مشية للمعاصي والمنكرات فما أن يُعلن عن دخول الشهر الكريم وإلا ويخطط ذلك المسكين مع شياطينٍ لم تُصفد عن قضاء ساعات إفطاره معهم ظانـًا بذلك الترويح فيهرول لمشاهدة المسلسلات والتُّرهات فو الله مسكين ثم محروم ثم مخذول من كان هذا فعله ... أفلا يستحي من الكريم الذي أنعم عليه ببلوغ شهره أن يعصيه بما أعطاه من القوة ... أفلا يذكر أن الله قادر على أن يسلب ما أنعم عليه بدقائق بل بثوانٍ معدودة ... كم من رمضان قد كان هذا ديدنه وربك يمهل لكن ! لا يهمل . لكن ! لا يهمل . لكن ! لا يهمل . فإذا أخذ الظالم لم يفلته والبعض يظن أن رمضان شهر الفوازير، ومشاهدة ولعب المباريات ... وسهر الليالي المضيعات للأوقات ... فيا سبحان الله أتعجز يا مسكين أن تشد من أزرك شهـرًا تقلل فيه من المُلهيـات ؟! فهو شهر تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه الشياطين ولله في كل يوم عتقاء من النار كما أخبر بذلك المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه -أحبتي في الله... ماهى إلا أياما معدودة ونستقبل ضيفا عزيزا ..ماذا أعددنا له وكيف سنستقلبه ! لو علمنا بقدوم ضيف غالي عزيز على قلوبنا ماذا كنا نصنع ؟ لاشك بأننا سنعدّ له كل ما يبهج قلبه ! فكيف بنا إخواتي بهذا الضيف الغالي الذي إن آتانا هذا العام فربما لا ندركه العام المقبل قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم (لو يعلم الناس ما في رمضان لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها ) كيف لا وهو الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد الشياطين وفيه ليلة خير من الدنيا ومافيها شهر رمضان ليس مثله في سائر الشهور ولا فضلت به أمة غير هذه الأمة في سائر الدهور الذنب فيه مغفور والسعي فيه مشكور والمؤمن فيه محبور والشيطان مبعد مثبور والوزر فيه مهجور وقلب المؤمن بذكر الله معمور وقد أناخ بفنائكم وهو عن قليل راحل عنكم شاهد لكم وعليكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة بابا يقال له باب الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون ؟ فيقومون فيدخلون منه فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد ) صحيح . أي أجرنتظر أعظم من هذا ؟ فقد كان نبينا الكريم عليه صلوات ربي وسلامه يشد المئزر ويتفرغ لعبادة ربه وكل أيامه كانت عبادة كان أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان كان أجود بالخير من الريح المرسلة كانت غزواته وانتصاراته أغلبها في رمضان صلى الله عليه وسلم ولننظر إلى من سبق كيف كانت هممهم عند قدوم شهرنا العظيم لقد عرفوا الصيام فأحبوا رمضان واجتهدوا وبذلوا نفوسهم في رمضان وجعلوا من ليلهم قياما وركوعا ودموعا وخشوعا وجعلوا من نهاره فكرا وتلاوة ودعوة ونصحا عرفوا الصيام قرة عين وراحة نفس وانشراح صدر فهذبوا أنفسهم وزكوا قلوبهم بتعاليمه فقهوا أمر دينهم، وأدركوا حقيقة الدنيا، وتدبروا أمر الآخرة فاستنهضت هممهم .. وعلت غاياتهم وسمي هدفهم فصار هدفهم الفردوس الأعلى من الجنة فقد ذكر أن أبو مسلم لخولاني – رحمة الله – قال" أيظن أصحاب محمد أن يستأثروا به دوننا .. كلا والله لنزاحمهم عليه زحاماً حتى يعلموا أنهم خلفوا ورائهم رجالاَ"! .. هؤلاء هم الرجال هم من علت نفوسهم عن الرذائل فهم رجال أجسامهم في التراب وهممهم في السماء..رجال "صدقوا ما عاهدو الله عليه " وروي عن الحسن البصري مر بقوم يضحكون فوقف عليهم وقال : إن الله تعالى قد جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته فسبق أقواما ففازوا وتخلف أقواما فخابوا فالعجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه المسارعون وخاب فيه الباطلون أما والله لو كشف الغطاء لاشتعل المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته فكونوا أحبتي ممن يستبقون للخيرات ولا نرضى أن يسبقنا إلى الله أحد وأقبلوا على الخير تفوزوا بسرور دائم فقد قال الله تعالى {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }آل عمران133 لنسارع أحبتي بمحاسبة أنفسنا في كل أعمالنا ولنتب إلى الله توبة نصوحا فقد قال الله عز وجل {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر53 فطوبى لمن أجاب وأصاب وويل لمن طرد عن البابه ألا يكفينا قوله تعالى ( الصوم لي وأنا أجزي به ) بلى والله البدا ر البدا ر أحبتي ليوم تشخص فيه الأبصار .. قال جل وعلا {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }الذاريات50. فهيا ..بنا أحبتي ...نفر إلي الله ..لعلنا أسرعنا الخطى .. بلغنا الله واياكم ووالدينا رمضان اللهم اجعلنا ممن يستمع القول فيتبع احسنه.. |
جزاك الله ألف خير
وجعلها الله في موازيين حسناتك |
الساعة الآن 02:49 AM. |
جميع الحقوق محفوظة لدى منتديات قبيلة الجلاديه
تصميم وترقيهـ